كيف تدخل قيس سعيد وأوقف صفقة تدريب كيروش لمنتخب تونس؟

خرج المدرب البرتغالي كارلوس كيروش من دائرة المرشحين لتدريب منتخب تونس، رغم أنه كان على أعتاب توقيع عقد رسمي مع الاتحاد التونسي لكرة القدم.

يأتي هذا التطور بعد رفض الرئيس التونسي قيس سعيد المصادقة على مذكرة وزارة الرياضة التي تضمنت تغطية الدولة لتكاليف راتب كيروش وطاقمه المساعد.

تفاصيل الصفقة التي لم تكتمل

وفقًا لمصادر داخل الاتحاد التونسي لكرة القدم، الذي تنتهي مهامه بحلول 31 يناير الجاري، توصل الاتحاد مع كيروش إلى اتفاق مبدئي على تولي تدريب "نسور قرطاج" حتى يوليو 2026. شمل الاتفاق:

• راتب سنوي بقيمة 2 مليون دولار للمدرب وطاقمه المساعد (4 أفراد).
• تعيين مساعدين تونسيين ضمن الجهاز الفني.

لكن مع تدخل الرئاسة ورفضها تغطية التكاليف الباهظة، توقفت المفاوضات بشكل نهائي.

تدخل قيس سعيد.. القرار الحاسم

أوضحت المصادر أن الرئيس التونسي رفض تحمل الدولة لتكاليف التعاقد مع كيروش، مبررًا ذلك بالقيمة المرتفعة للعقد، والتي اعتبرها عبئًا غير ضروري.

تتولى وزارة الرياضة في تونس عادةً دفع رواتب الأجهزة الفنية لمنتخباتها الوطنية، إضافة إلى تغطية نفقات السفر للمباريات الدولية.

ومع ذلك، أوقفت الرئاسة التفاوض مع كيروش وطلبت البحث عن بدائل أخرى.

كيروش غادر.. واتحاد الكرة يبحث عن بديل

عاد كيروش إلى البرتغال يوم الجمعة بعد يومين من الاجتماعات مع رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم، كمال إيدير.

كان من المنتظر أن يتم تجهيز العقد بعد موافقة وزارة الرياضة، لكن التدخل الرئاسي أعاد المفاوضات إلى نقطة الصفر.

من المتوقع الآن أن يتوجه الاتحاد التونسي إلى أسماء بديلة، أبرزها المدرب التونسي سامي الطرابلسي، الذي سبق له قيادة المنتخب بين عامي 2011 و2013.

موعد الحسم المقبل

يواجه منتخب تونس أول تحدٍ رسمي له يوم 19 مارس 2025، ضمن الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم. يحتل المنتخب التونسي حاليًا صدارة المجموعة الثامنة برصيد 10 نقاط، متقدمًا بفارق نقطتين عن ناميبيا، مما يضع ضغوطًا إضافية على اختيار مدرب جديد في أسرع وقت.

إيقاف مفاوضات التعاقد مع كيروش يعكس التوتر بين الأولويات الرياضية والاقتصادية في تونس. وفي الوقت الذي يبحث فيه الاتحاد عن بدائل، يبقى السؤال: هل يستطيع المدرب الجديد تحقيق تطلعات الجماهير وسط هذه التحديات؟